يعد تصلب الشريان التاجي من أهم وأكبر مسببات الوفيات والإعاقة في الوطن العربي فهو يسبب وفاة ما يقارب مليونا أو اكثر كل عام، كما أنه مسبب رئيسي لقصور الشريان التاجي واحتشاء عضلة القلب والجلطة القلبية والذبحة الصدرية وفشل القلب واضطراب كهربائية ونظم القلب. والذبحة الصدرية، من أهم أعراض تصلب (او ضيق) الشريان التاجي، فهي إنذار مبكر بخطر قادم عاجلا ام آجلا.
يعاني مريض الذبحة الصدرية من ألم او ضيق أو انقباض في الصدر يستمر عادة من 5 إلى 10 دقائق، وهو ينتقل من الصدر إلى الرقبة او إلى الكتف والذراع.
ويأتي ألم الذبحة الصدرية عند بذل مجهود جسماني أو نفسي، ويتحسن أو يختفي عند الراحة.
وكثيرا ما يختلف وصف أعراض الذبحة الصدرية وبالأخص لدى مرضى السكر أو عند النساء، فقد يكون الألم فقط في الأذرع أو قد يكون حادا وغير دقيق.
المسار الفسيولوجي والمرضي للذبحة الصدرية
الذبحة الصدرية هي من أعراض ضيق الشريان التاجي كما اسلفنا، وهي عبارة عن ناتج لفاقة دموية واحتشاء عضلة القلب بسبب ضيق الشريان التاجي. وهذا الضيق لا يحدث بين ليلة وضحاها،وإنما هو مرض مزمن، ويحدث بسبب ترسب الدهون وصفائح الدم وعضلات ملساء في بطانة الشريان ما يسبب ضيقا، كما أن هذا الضيق يسبب عرقلة لجريان الدم الذي يزود القلب بالأكسجين والذي يستخدم لإنتاج الطاقة الضرورية لانقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسم.
ومن أهم مسببات ضيق الشريان التاجي، زيادة نسبة الدهون في الدم، ومرض ضغط الدم، ومرض السكر، والتدخين، والخمول والعامل الوراثي.
وهناك أسباب أخرى للذبحة الصدرية مثل العيوب الهيكلية او الولادية لشرايين القلب وتقلص الشريان التاجي.
الأعراض والدلائل
هناك ثلاثة أنواع من الذبحة الصدرية :
* الذبحة الصدرية المستقرة: هذا النوع أقل خطرا من الأنواع الأخرى. والسبب هو وجود ضيق ثابت في الشريان، ويتمركز ألم الصدر في الوسط وقد ينتقل إلى الفك أو الذراع. يبدأ الألم أو يزيد عند بذل مجهود بمقدار محدد، كما ان الألم يختفي عند الراحة.
* الذبحة الصدرية غير المستقره: هذا النوع يكون أكثر خطورة ويعتبر مؤشرا لحدوث الجلطة القلبية في وقت قريب، لذلك يجب عدم تجاهله. ويكون السبب وجود ضيق غير مستقر في الشريان التاجي، ويتميز هذا النوع من الذبحة الصدرية بوجود ألم نموذجي في الصدر عند بذل مجهود قليل أو عند الاستراحة، كما أن المريض يشتكي من كثرة ألم الصدر وعدم تجاوبه مع الدواء.
* ذبحة صدرية بسبب تقلص الشريان التاجي: هذا النوع يكون اقل خطرا حيث إنه لا يوجد ضيق حقيقي للشريان التاجي، والألم سببه تقلص شريان القلب.
ومن المهم ملاحظة أن مريض ضيق الشريان التاجي قد لا يشتكي من ألم الصدر وقد تكون هناك أعراض أخرى مثل ضيق التنفس.
مخاطر الذبحة الصدرية
قد تتحول الذبحة الصدرية المستقرة إلى الذبحة غير مستقرة، وعدم استقرار الضيق الشرياني وتفجره مسببا تجلطا مفاجئا واحتشاء خطيرا قد يؤديان إلى:
* الموت المفاجئ
* الجلطة القلبية
* احتشاء عضلة القلب
* فشل القلب
* الارتجاف البطيني المؤذي
التشخيص
تشخيص ألم الصدر من أكثر وأهم المهام التي تواجه الطبيب، فهناك أسباب كثيرة لآلام الصدر منها التافه ومنها الخطير.
وتزداد فرص الإصابة بالذبحة الصدرية مع تقدم العمر، فإذا كان المريض من جنس الذكر مثلا وعمره 60 عاما فما فوق ويشتكي من ألم نموذجي للذبحة الصدرية فإن فرصة الإصابة تكون 90%.
ومن أهم أسباب آلام الصدر:
* الذبحة الصدرية والجلطة القلبية
* الجلطة الرئوية
* تمزق الشريان الأورطي
* التهاب الرئة وأغشيتها
* التهاب عضلة القلب وأغشيتها
* التهاب المعدة والقرحة المعوية
* التهاب المريء
* آلام غضاريف وعضلات القفص الصدري
* أمراض نفسية
* استرواح الصدر.
أما التشخيص المخبري فيكون عن طريق فحص الدم وتحديد نسبة الدهون والسكر وهرمون الغدة الدرقية وأنزيمات القلب في الدم.
ومن المهم إجراء تخطيط القلب حيث إنه من الممكن تشخيص الجلطة القلبية.
وهناك وسائل أخرى لتشخيص ضيق الشريان التاجي المؤدي إلى الذبحة الصدرية مثل فحص اجهاد القلب والموجات فوق الصوتية للقلب، والتصوير النووي للقلب، والتصوير المقطعي بواسطة الحزم الإلكترونية، وقسطرة القلب.
العلاج
عند تشخيص الذبحة الصدرية يكون العلاج كالآتي:
* تغيير نمط الحياة: وذلك عن طريق انقاص الوزن، والحركة، والسيطرة على ضغط الدم، والسكر والدهون في الجسم. والإقلاع عن التدخين.
* الدواء، وذلك عن طريق تناول عقار الأسبرين، ومثبطات بيتا، والكالسيوم وهرمونات الغدة الدرقية. كما أن عقار النيترات يخفف أو يمنع الذبحة الصدرية وذلك من خلال توسيع الشريان التاجي.
اما الأدوية المثبطة لصفائح الدم مثل الأسبرين والبلافيكس، فإنها تمنع حدوث الجلطة القلبية.
العلاج التدخلي:يتم اللجوء إلى العلاج التدخلي إذا لم ينفع الدواء في السيطرة على الذبحة الصدرية، ويكون ذلك من خلال إجراء قسطرة تدخلية يعالج من خلالها ضيق الشريان عن طريق البالون ووضع دعامة معدنية لإبقاء الشريان الضيق مفتوحا لفترة أطول.
العلاج الجراحي:وذلك عن طريق إجراء عملية قلب مفتوح، وتمرير الشريان الضيق برقعة شريانية او وريدية.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الاستفادة الأكبر من العمليات التدخلية هي الحد أو تخفيف ألم النوبة القلبية وليس منع حدوث نوبات قلبية مستقبلية أو إطالة عمر المريض، وهذا يعني أن الوقاية تبقى حتى الآن، خيراً من ألف علاج.