هاملت
أوفيليا،
يا غيمةَ البراءة،
أخبريني كيف اجتمعت الدنيا في جسدك
ثم ضاعت في الماء؟
أخبريني كيف قُتِلَ أبي
وكيف أباحت أُمّي طيورَ طفولتي للثعبان؟
كيف قادني الشبحُ إلى الشبح
والموتُ إلى الطوفان؟
مدّت أوفيليا يدها إليَّ
لكنْ ما أنْ قبّلتُ أصابعها المترفة
حتى تحوّلتْ إلى خناجر وشتائم
ما أنْ قبّلتُ صدرَها الفاتن
حتى خرجت المَرَدةُ والشياطين
وأحاطتْ بي من كلّ جانب
وما أنْ قبّلتُ شفتيها
حتى خرجت الأفعى إليَّ
فسقتني السُمَّ
لأموتَ إلى الأبدْ .
تلخيص مأساة هاملت كلها في ثمانية أسطر
1 ـ مقتل والده
2 ـ خيانة أمّه
3 ـ شائعة موت الوالد بلسعة أفعى سامة
4 ـ ظهور شبح والد هاملت فوق أبراج قلعة آلسينور وكشفه لإبنه حقيقة مقتله لا بأنياب أفعى سامة ولكن بزئبق سكبه عم هاملت (أخ الملك السابق) في أُذنه ثم تزوّج أم هاملت (زوج الملك القتيل).
5 ـ غرق أوفيليا
هذه هي أهم أحداث المسرحية
كان العم الزاني الغاشم... هو الشهوة العارمة، الشهوة الخائنة... الجانب المظلم من التكوين الإنساني. وكانت اولوفيا هي البراءة المذبوحة... البراءة التي لم تنتصر ولا لحظة يتيمة في هذا العالم التعس... وكانت الأم هي الوعد الكاذب، الوعد الذي نحلم بحضنه، وحنانه، ورحمته، وشفقته، وحبه... فيما هو في عالم آخر... في دنيا أخرى... لم نخطر في فكره الجاد... أبدا... لحظة واحدة... واحدة... بددت كل هذا الوهم... كل هذا التصور الجميل. أين كان مصير تلك العلاقة الحميمة، الصادقة، الحارة بين هاملت والصديقين العزيزين؟ لقد انهار كل ذلك التاريخ بلحظة واحدة، من كونهما محل ثقة لا تتزعزع، من كونهما مأمن السر، وملجأ الهم، وحفيظة ا لمخفي، إلى جاسوسين يعملان على تهديم الأخلاقية التي كانت سمة ذلك الشاب الجميل، الخجول، الوفي، الذائب في فورة أحلامه المراهقة الطهورية؟ أين هو مصير ذلك الحب النقي، لقد تغلغل النسيان إلى صلب هذا الحب، وهناك بدأ يفتت هذا الصلب، يحلل ذراته الجميلة بدأب لعين، يذيب روحه في غيبوبة التاريخ (اذهبي وتبتلي) من وضوح الشمس إلى ظلام الثقوب السوداء كان في الأعماق الخفية موت، موت ينمو برعب، يزحف بخلاياه الجدباء على مراعي خضرائها، على مروج روحها النشطة، كان هناك موت يتربص بكل ذرة في جسدها الطري، المنعش، المتأوه بشهوة وكان (هوراشيو) كذبة الفن ليس إلا ّ... كان صنيعة الخيال وليس له من الواقع نصيب...
وكان حفارا القبور رواة الحقيقة الباطنية للحياة... وكان (بولونيوس) مثال نموذجي على اتحاد الشعور واللاشعور، كلاهما تذاوبا معاوكان (ليارتيوس) بمثابة السذاجة التي أعارت مصيرها للقدر بدون مقدمات... وكان السيف هو الموت العلني وكان السم هو الموت الخفي... وكان الصديقان الظاهر الخادع من الحياة المتقيحة أصلا... وكان الجنون المتصنَّع احتقارا للوعي... نفي للوعي، نفي لم يحس بحقيقته حتى حامله.
تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات شكسبير . كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وانتاجاً وطباعة فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي ، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون .
ترجمت المسرحية إلى جميع لغات العالم وهناك ترجمات عديدة باللغة العربية. و قد قام محمد صبحى ببطولتها و اخراجها في بداية حياتة الفنية و حقق من خلالها نجاح باهر كان السبب في ان يتم تدوين اسمة في الموسوعة البريطانية للمسرح