--------------------------------------------------------------------------------
تعد مصانع الاسمدة من اكثر المنشأت الصناعية تلويثا للبيئة , اذ تنبعث من هذا النوع من المصانع العديد من المخلفات السائلة والصلبة والغازية التي لها تأثير سلبي علي البيئة مسببة تلوثا وضررا بيئيا وصحيا لكافة الكائنات الحية ومنها الانسان .
اولا المخلفات السائلة الناتجة عن صناعة الأسمدة
يمكن تقسيم مصادر مياه الصرف والمخلفات السائلة الناتجة عن صناعة الأسمدة وتصنيعها، إلى أربعة مجموعات:
• مخلفات سائلة ناتجة عن عمليات التشغيل وناتجة عن التلامس مع الغاز، أو السوائل أو المواد الصلبة.
• السوائل المخصصة والتى قد يتم فصلها للأستخدام فى عملية ما أوأعادة تدويرها بمعدل محكوم .
• السوائل الناتجة عن المرافق مثل التنظيف المعالجة المبدئية.
• السوائل التى تتواجد مصادفة مثل التسرب أو الانسكاب.
تعد الامونيا والنترات والنتروجين العضوى والحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة هى أهم معايير التلوث فى الصرف السائل لصناعة الأسمدة النتروجينية. ويتولد عن صناعة الأسمدة الفوسفاتية صرفاً سائلاً ملوثاً بالفوسفات والفلوريدات والمعادن الثقيلة بالإضافة إلى الحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة. ولا يتواجد غاز الفلورين فى حالة حرة إنما يكون متحداً بعناصر أخرى. تتسبب الفلوريدات في تسمم الإنسان والحيوان عند تركيز 1 مجم/ لتر فى مياه الشرب، كما تشير بعض البحوث إلى أن الصرف السائل من المصانع الذى يحتوى على تركيزات من الفلوريدات تصل إلى 10 مجم/لتر يتسبب فى أضرار بالغة بالمحاصيل. ومن جهة أخرى تسبب الفلوريدات أضراراً للعظام بسبب ميل آيوناتها للتفاعل مع الكالسيوم.
وتحفز المواد العضوية الموجودة بالصرف السائل نمو الطحالب والبكتريا فى المسطحات المائية المستقبلة مما يؤدى إلى زيادة استهلاك الأكسجين الذائب فى المياه واجون المسطحات المائية. وتتسبب زيوت التزليق المستهلكة فى المعدات والورش والجراج فى مشاكل بيئية خطيرة إذا تم صرفها على شبكة المجارى. كما يتضمن الصرف السائل معادن ثقيلة ومواد خطرة أخرى.
تتوقف تأثيرات الصرف السائل البيئية على نوعية المسطحات المائية المستقبلة. وتؤثر الملوثات الصناعية فى الصرف السائل على الحياة المائية وعلى النباتات والمزروعات، فتتسبب الزيوت والشحوم والملوثات العضوية فى زيادة الطلب على الأكسجين الحيوى والأكسجين الكيميائى مما يؤدى إلى أجون المسطحات المائية وتغير التنوع البيولوجى لها. كما يؤدى الصرف السائل المفاجئ الملوث بالزيوت والشحوم والمواد العضوية على شبكة الصرف العمومية إلى مشاكل بيئية غير مباشرة. إذا تتسبب الأحمال المفاجئة فى انخفاض كفاءة محطات معالجة مياه الصرف العمومى. إن صرف المذيبات المستهلكة ومياه الغسيل القلوية على شبكة الصرف الخاصة بالمصنع يؤدى إلى تآكلها.
لمزيد من المعلومات
كتاب كتاب التلوث البيئي [المصادر- التأثيرات – المكافحة والتحكم ]
يعرض هذا الكتاب الهام الجوانب النظرية والتطبيقية لاهم المشكلات البيئية الا وهي التلوث البيئي , حيث يتناول باسلوب علمي التلوث البيئي من حيث مصادر التولد والانبعاث المختلفة , كما يشرح باسهاب الملوثات البيئية الطبيعية والصناعية من حيث مصادر تولدها وانبعاثها واثرها علي الأنسان والكائنات الحية والبيئة من حولها.
ويستعرض الكتاب صور واشكال عديدة من التلوث البيئي مثل التلوث بالمواد البلاستيكية والتلوث بالمبيدات الكيميائية والتلوث بالعناصر الثقيلة والتلوث بالملوثات العضوية الثابتة مع استعراض دورة هذه الملوثات داخل البيئة والتقنيات الحديثة لمعالجتها والسيطرة عليها.
ويحتوي الكتاب علي الكثير من الجوانب العلمية والامثلة التطبيقية الهامة للحد من التلوث البيئي ومكافحته , كما يبين العديد من الحلول العملية لكثير من مشاكل الملوثات البيئية والعديد من الخلفيات النظرية لجوانب التلوث البيئي واسبابه وطرق علاجه والتحكم به .
ونرجو من الله سبحانه وتعالي ان يكون كتابنا هذا أضافة للمكتبة العربية العلمية التي هي في حاجة لمزيد من الاصدارات العلمية لتواكب التقنيات الحديثة , وبما يعود بالفائدة علي جميع العاملين في هذا المجال من المهندسين والباحثين والفنيين. . واتمني ان يجد فيه كل المهتمين بالموضوعات البيئية ما يعينهم علي الاهتمام بالبيئة وأن يدفعهم الي مزيد من القراءة والبحث لمزيد من التقدم والرقي في الابحاث البيئية التي تخدم بيئتنا واوطاننا